السلام عليكم أعزاءنا متابعي موقعنا. موقع oktobdz في هذا العدد. نضرب لكم لقاء مع كاتبة متميزة من الجزائر. قامت بسؤالها الأستاذة إيمان بلفاسي.
كتعريف بنفسي أقول. “حميدة شنوفي 29 سنة. خريجة كلية الحقوق والعلوم السياسية. ماستر قانون عقاري جامعة المدية. لا أعمل حاليا. صاحبة رواية انفصام بتوقيت الافتراض، ورواية النهاية في رواية “ريح الجنوب“. لعبد الحميد بن هدوقة.
عنوان عملي الادبي الثاني النّهاية ” في رواية ريح الجنوب لعبد الحميد بن هدوقة”. اعتمدت فيه على التناص الأدبي. أين أعدت إحياء شخوص ريح الجنوب. أول رواية ناضجة تكتب باللغة العربية في الجزائر. لكاتبها المرحوم عبد الحميد بن هدوقة. رغبة مني في التذكير بهذا الأدب الذي لن يموت.
النهاية في رواية ريح الجنوب. لعبد الحميد بن هدوقة تحدي بالنسبة لي ككاتبة. فعندما تشعر أن كاتبا ما قد لامست حروفه دواخلك. وأمتلك أسلوبه في الكتابة حيزا من روحك. فقرأت له كل مؤلفاته. ودهشت من كم الجمال الذي يلفها. ومن كل تلك الاعمال الخالدة قرأت ريح الجنوب عشرات المرات. حتى بات يسكنك حلم ممزوج بغيرة. أن لو كنت كاتب تلك الحروف. و لو كنت في مثل مكانة وقدرة ذلك الكاتب. ريح الجنوب للكاتب الكبير عبد الحميد بن هدوقة.
أول رواية فنية ناضجة كتبت باللغة العربية في الجزائر. الحاملة لعديد الرسائل التي أراد الكاتب ايصالها. حين تسكنك رغبة في خلق شخوصها من جديد. وبث روح الحياة فيهم بعد خمسين سنة. ستجد نفسك تكتب عنها دون تفكير. هذا ما حدث لي فعلا. فالرواية في الغالب اعادة حبكٍ لنهاية رواية ريح الجنوب للمرحوم الكاتب عبد الحميد بن هدوقة. وتصور لي ككاتبة متواضعة وقارئة لضرورة إعادة النظر في النهاية المفتوحة التي جعل منها الكاتب محورا لعديد التخمينات.
وكما اجمع كل القراء على ان النهاية كانت غامضة وغير مكتملة. أردت من خلال هذه الرواية وعلى غرار بعض الكتاب الذين أدرجوا ملخصا عنها في أعمالهم. وكذا من جعلوها مرجعا لدراسات عدة. والعدد الكبير من النقاد الذين كانت لهم رآهم الخاصة في احداثها ونهايتها. يكفي أنها أول رواية فنية ناضجة تكتب باللغة العربية في الجزائر. أردت من خلال هذا العمل اعادة خلق الرواية من جديد بعد خمسين سنة من صدورها ..فكان جل تركيزي على احداث جابت ذهني.. و كيف ارى كقارءة ان على أحداثها أن تستمر.
وهذا ليس انقاصا من العمل. بل إعادة بعث روح وحياة جديدة في الرواية. فكان الاهداء لروح كاتبها أديبا وأبا روحيا للكتاب الجزائرين. من خلال أعماله الخالدة. وصوتا أدبيا مسمعوعا. ومنبعا لإلهامٍ لا ينضب. أردت من خلال إعادة بعث الحياة في شخوصها. أن أشكر هذا الكاتب على عمله الذي ما يزال لحد الآن مادة ادبية خصبة.
لقراء وكتاب ونقاد وأكاديميين . فلم اجد نفسي وانا اواصل حبك أحداثها الا ان اسلط الضوء على بطلة القصة والموضوع الذي عولج فيها.. المراة و الارض هذان العنصران المتضادان الثائران على الاعراف والعوائد. فلمن كانت الغلبة في الاخير؟ هذا ما أردت أن أعيد بعث الحياة فيه. ولعل قارئ رواية ريح الجنوب يجد في عملي هذا ما كان ينتظر أن تنتهي به الرواية من احداث. واتمنى اني قد وفقت.
بصراحة الفكرة راودتني مذ قرأت ريح الجنوب لعشرات المرات حسب ما اذكر وقد تبلورت الاحداث في ذهني منذ عامين تقريبا بعد أن قرات الرواية وشدني اسلوب الكاتب واستفزتني نهايتها المفتوحة. كيف كان انطباع اهلك واصدقائك حينما راو اول مولود ادبي لك؟ بصراحة كان البعض يدري اني أقرا لكن الكتابة ادهشت البعض كما ادهشتني انا الاخرى. فلم اجد نفسي الا وانا اكتب بعد ان تملكتني هواية القراءة.
بصراحة كان البعض يدري اني أقرا لكن الكتابة ادهشت البعض كما ادهشتني أنا الاخرى. فلم اجد نفسي إلا وأنا أكتب بعد أن تملكتني هواية القراءة.
لا ادري ولا يمكن التكهن. لكن قد يحق لنا الحلم. لذا أقول احلم بالنجاح.
بصراحة اتمنى ذلك.
رات لدوستيوفسكي وهاروكي ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحلام وماركيز وجورج أورويل. وكذا عبد الحميد بن هدوقة وآخرون. ولكل من هؤلاء أعمال ستبقى في الذاكرة. أحببت كثيرا ماجدولين وكافكا على الشاطئ، وريح الجنوب وغيرها الكثير.
حاليا لدي عمل كان سيصدر قبل رواية النهاية لكني احجمت عن نشره لاسباب تتعلق بالعمل ذاته.
النشر في الجزائر متعب مثله مثل النشر في الدول العربية حيث يجد الكاتب نفسه ملزما بالترويج لعمله وتوزيعه وما إلى ذلك .
على غرار اغلب الكتاب نواجه كل مرة مشكلة عدم وصول أعمالنا الى أكبر فئة من القراء. وهذا لا يخدم الكاتب أبدا. لأن القارئ هو وقود الكاتب حتى يقدم الافضل كل مرة .
منذ ان بدات القراءة.. فهي من فتحت امامي عوالم لم اكن اعتقد انها ضمن هواياتي.
نفسي ثم بعض الاقارب والاصدقاء.
والله ما نراه على الساحة الأدبية أمر لا بد منه. فكما كان للكتاب السابقين حظوظ ابداء ما يسكن خلجات أنفسهم. ووجدوا من يقرأ لهم. يفعل الكتاب الشباب الآن ويخطون نفس الطريق. فتجدهم يكتبون لفئة معينة من الشباب. الذين تستهويهم أحداث الساعة. فغلب أدب الرعب والفنتازيا والماورائيات. والوقت كفيل بتصفيتهم وغربلتهم. رغم أنه لا وجود لنقاد وأكادميين لفعل ذلك.
هذا السؤال يجب أن يطرح على دور النشر. لأنها صدقا السبب. لو طبقت المعايير الصحيحة للقراءة والموافقة على الأعمال. لأقصيت كل الاصدارات التي نراها الآن على الساحة الا بعض الأعمال التي أثبتت جدارتها حقا.
والله عبر سبيل واحد فقط وهو القراءة ثم القراءة ثم القراءة.
التريث فعالم النشر أصعب من عالم الكتاب، ومتى ما استحق العمل تهافتت دور النشر لاحتضانه .
هذا ماورد في لقائنا مع الكاتبة المميزة حميدة شنوفي. نشكرها على مساهمتها في دعم الشباب الطامح الذي يسعى لتحقيق أحلامه ولو كانت بسيطة. رافعا راية عدم الاستسلام.
لقاء مع الكاتبة مخلوفي بشرى